کد مطلب:17342
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:5
سمعت بعض العلماء يقول أن الشر لا وجود له و أنه لم يخلق أصلاً و لكنه وجد بسبب أفعال البشر أي أن أنه ناتج عن سوء ما اقترفت يد البشرية و سؤالي هو ان لم يكن للشر وجود أصلاً فكيف تستطيع أفعال الانسان السيئة أن تكون مصدراً لوجوده؟ - بفرض القول أن الشر لا يعد شراً في باطنه - لكن يبقي التساؤل، لم قيل أن أفعال الانسان الشريرة مصدره؟
هناك آراء مختلفة في مسألة وجود الشرّ أو عدمه.
و أحد هذه الاراء يقول: ان الشرّ هو أمر خيالي (معدوم) لا وجود له، ولكنّنا نحن البشر مثل المريض الذي يتوهّم أشياءً لا وجود لها في الواقع. و هذا القول لا يتبنّاه أي من الفلاسفة و المتكلمين المسلمين.
أمّا الرأي الاخر فيقول: ان الشرّ أمر عدميّ. و قد ورد هذا الرأي في كتب أفلاطون، كما في كتب الفلاسفة المسلمين.
و بين هذين القولين فرق واضح؛ فبناءً علي القول الأوّل (الشرّ أمر معدوم) لن يكون للشرّ - أصلاً - أي تحقق في الواقع، و بناءً علي القول الثاني (الشر أمر عدمي) سيكون للشرّ وجود تبعي منتزع من أمر آخر.
و علي سبيل المثال: فان حفيدك العاشر معدوم، أي أنّه ليس له أيّ تحقق في عالم الواقع، بينما في القول الثاني فان الشر له تحقق، ولكنّ هذا التحقّق لم يخلقه أحد و لا يحتاج الي فاعل. الفقر موجود، و المرض أيضاً موجود، ولكنّ وجودهما تبعيّ و ليس أصليّاً. ان الشرّ ينتج من تناهي اُمور وجوديّة، فكما أنّ المكعّب ينتج من تناهي أحد الحجوم الخاصّة و الكرة تنتج من تناهي حجم آخر، فان تناهي الثروة يوجب الفقر و فناء الصحّة يوجب المرض.
و قد قسّم بعض المفكّرين الشرّ الي قسمين:
1 - الشرّ الأخلاقي.
2 - الشرّ ما وراء الطبيعي (الفلسفي).
فالشرور التي تنشأ من ارادة و اختيار الانسان، يقال لها: الشرور الأخلاقيّة، مثل: الفوضي، الحرب، السرقة، الفحشاء و الذنوب.
والشرور التي لا تنشأ من ارادة و اختيار الانسان، يقال لها: شرور ما وراء الطبيعة، مثل: البركان، السيل، الزلزلة، المجاعة والمرض.
و قسّم بعض آخر الشرور تقسيماً مختلفاً:
1 - الشرور التي كان اختيار و عمل الانسان هو السبب الوحيد لها، مثل: الذنوب و المعاصي.
2 - الشرور التي كان اختيار و عمل الانسان - مضافاً الي عوامل اُخري - سبباً في ظهورها. مثل: بعض الأمراض التي لها ارتباط - الي حدّ ما - بارادة و عمل الانسان من جهة، كما لها ارتباط بوجود الميكروبات و الفيروسات من جهة اخري.
3 - الشرور التي ليس لاختيار و عمل الانسان أي دور في ظهورها. مثل: الزلزلة و الاعصار و السيل .
و بناءً علي ما تقدّم؛ فانّ لارادة و اختيار الانسان الدور التامّ و الكامل في ظهور بعض الشرور، كما أنّ لها - بانضمامها الي أشياء اخري - دوراً في هذا الظهور و التحقّق. و ليس في هذا منافاةً لكون الشرّ أمراً عدميّاً؛ لأنّ معني كون الشرّ أمراً عدميّاً لا يعني أنه لا تحقق له بأيّ شكل من الأشكال في الخارج، بل لم يحصل له تحققّ و وجود مستقلّ به، انّما له وجود تبعي.
أما بخصوص مورد السؤال، و هو الشرور الأخلاقية، فانّه يختلف عن بحث الشرّ الذي هو أمر عدميّ يُنظر اليه من منظار علم و فلسفة الوجود، حيث ان الشرّ الأخلاقي قد اعتُبر شرّاً من جهة أنه أمر وجوديّ و من فعل الانسان، أما حينما يُنظر من خلال مقارنته بالكمال الانساني، فانه يعتبر شرّاً.
مطالب این بخش جمع آوری شده از مراکز و مؤسسات مختلف پاسخگویی می باشد و بعضا ممکن است با دیدگاه و نظرات این مؤسسه (تحقیقاتی حضرت ولی عصر (عج)) یکسان نباشد.
و طبیعتا مسئولیت پاسخ هایی ارائه شده با مراکز پاسخ دهنده می باشد.